"سوريا وغيوم المستقبل "الجولاني"!! ( ٤ )

0 تعليق ارسل طباعة

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
"سوريا وغيوم المستقبل "الجولاني"!! ( ٤ ), اليوم الأحد 5 يناير 2025 08:45 مساءً

الرئيسية مـقـالات مـقـالات الأحد, 5 يناير, 2025 - 8:33 م

عبد السلام بدر

عبد السلام بدر

في المقال السابق، طرَحتُ بعض التساؤلات حول ما حدث في سوريا وما يمكن حدوثه استنتاجاً وليس مؤكداً.

فبعد فِرار "بَشَّار" إلى روسيا التي منحتْهُ لجوءاً إنسانياً وليس سياسياً، وأعقبَ فِرارَه قيام إسرائيل بتدمير ٨٠٪ من قوةِ عرينهِ الذي كان متسلحاً بالقواعد الجوية والصاروخية وفرقة مدرعات، بما أتاح لها الاستيلاء على جزءٍ آخر مِن هضبةِ الجولان وهو "جبل الشيخ" المتميِّز بارتفاعه الشاهِقْ مِمَّا يجعل سوريا كلَها تحت النيران الإسرائيلية، وبعد هذا الخَراب العسكري فَرَّ ضباط وجنود الجيش السوري وفي مقدمتهم الفرقة الرابعة المُدَرَّعة بقيادة "ماهر الأسد" شقيق "بشَّار" تاركين مواقعَهم وأسلحتَهم وخلعوا ملابسهم العسكرية ولزِموا بيوتهم خوفاً مِنْ ملاحَقةِ المُسَيطِر الجديد، ورعباً من انتقام أقارب مَنْ قُتِلوا على أيديهم، وبطشِ مَنْ عُذِبوا بعد خرجوهِم مِن السجون والمعتقلات.

وسؤال آخر يشْغَلُ الأذهان: ما هو مصير بشار الأسد؟ ولكن الأهم الآن مِن مصير "بشار" ورجاله هو معرفة ما يدورُ برأس "الشرع" (القاعِدي) الذي أتى سوريا ليؤسِس جبهة النُصرَة (جماعة أحرار الشام ) لإنهاء حُكْم العائلة العلوية، وما هو برنامجه القادم في سوريا سياسياً، وعسكرياً، واقتصادياً؟ الإجابة: لا شيء مُؤكَّد، فالرجل بعد أن خَلَعَ رِداء القاعدة لَمْ يَعُد بمقدورهِ الآن أن ينْطِق بكلمةٍ أو يخْطو خطوةً إلاَّ بإشارةِ إصبَع من أمريكا بعد أن رَفَعَتْ اسمه مِنْ قائمةِ المطلوبين الإرهابيين..

وعما يلوحُ بالأفق العَرَبي فيما يتعلَّق بموقفِ "الشرع" وتحليل إيماءاتهِ وابتساماته. فَمِن العَرَب مَنْ يراهُ مُحَرِّراً لبلدهِ منْ طاغية، ويجب مساعدتهِ مادياً وعينياً ومعنوياً، وهناك مَنْ يراهُ داعِشيِّاً دموياً سيُحَوِّل سوريا إلى قاعدةٍ تنطَلِقُ مِنها مسيرةُ إقامة "دولة الخِلافةِ الإسلامية" بمباركةٍ تُركيِّةٍ، ودَعمٍ إخواني (أينما وُجِدْ).

وهناك مَنْ يراهُ مُتلوِّناً مُتطلِّعاً لسلطةٍ باعَ لأجلِها قضيِّة تحرير الأجزاء المُحتَّلةِ مِنْ بلادهِ ومعها القَضيِّة الفلسطينية، وفي هذه الحالة الأخيرة ستكون (واشنطُن) قبلَته، (والبيتُ الأبيض) كَعْبَتهُ، و(دولة الكيان) ميقاته.

* بهذا القَدْر مِن التساؤلات أرىٰ أنه مِن الحِكمةِ أنْ ننتظِر (نحن العَرَبْ)، ونتَرقَّب في حَذَرٍ وتأهْب فربما يكون تحت الرْماد لهيباً، وحتى تنْقشِع بعض غيوم المستقبل "الجولاني" أو الشرعي (مجرد ألقاب وليست صفات لحامِلها)، وإلى أَن يتضح إنّ كان هذا الهدوء يَسْبِقُ عاصِفةً أَمْ أنَ فَصلاً جديداً مستقراً قد بَدَأ. *

6afc79ab5d.jpg

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق