شاركت شخصيات لامعة صنعت بصمتها في صناعة البودكاست في جلسة حوارية في قمة المليار متابع بدبي، أكبر تجمّع لصناع المحتوى.

وخلال الجلسة التي أدارتها الإعلامية سلام حمود شارك المتحدثون تجاربهم الناجحة، وكيف صار البودكاست أداة تغيّر طريقة التفكير وتوصل المعرفة لأبعد حدود بالمحتوى الهادف وتعزيز الوعي.

وخلال الجلسة تحدث المهندس محمد أبو النجا نجاتي منشئ مشاريع في الأسواق الناشئة ومستثمر ورائد أعمال في مجال التكنولوجيا، عن رؤيته وتجربته في بناء الشركات وتحقيق النجاح بطرق أخلاقية ومشروعة.

وقال نجاتي: «أنا مهندس وأبني شركات، ولكن لدي فكرة معينة أن نعمل شيئًا بأخلاق ومع أشخاص نثق بهم.. وصلنا إلى 50 مليون متابع على وسائل التواصل الاجتماعي، وهذه أرقام كبيرة جدًا».

وخلال حديثه عبر محمد عن تعصبه لفكرة أن النجاح يمكن تحقيقه بطرق مشروعة، مضيفا: «كنت دائمًا متعصبًا لفكرة أن يمكن للإنسان أن يحقق النجاح بطرق مشروعة. وهناك رجال أعمال محترمون في مصر مثل محمود العربي، وكنت أريد أن أظهر هؤلاء الأشخاص الجيدين».

وأضاف: "الناس التي أظهرناها في البرنامج كانت مترددة في البداية، ولكن بعد ظهورهم، تغيرت نظرة الناس لهم.. الشباب الصغار رأوا شيئًا جديدًا، وهذا ما كنت أريد أن أظهره».

وتحدث نجاتي أيضًا عن التحديات التي واجهها في إقناع الناس بالظهور في البرنامج، ويقول: «كان هناك مقاومة في البداية، ولكن بعد الحلقات الأولى، بدأ الناس يطلبون الظهور معنا. نحن لا نفعل هذا بهدف الربح، بل لنظهر أن هناك رجال أعمال محترمين وناجحين».

وعن رؤيته للمستقبل، يقول محمد: «أعتقد أن الذكاء الاصطناعي سيكون له دور كبير في المستقبل. أنا أعمل في مجال التعلم الآلي وأطلق صندوقًا بقيمة نصف مليار دولار لتطوير تقنيات الواقع المعزز. أعتقد أن كل شيء سيتحول حول هذه التقنيات».

وأكد نجاتي أن الرسالة التي يسعى لنقلها هي أن النجاح يمكن تحقيقه بطرق مشروعة وأخلاقية، متابعا: «نحن نحاول أن نصل برسالة الأخلاق إلى الناس. حتى عندما نكون تريند في 17 بلدا، نحن لا نسعى وراء التريندات، بل نسعى لنقل رسالة».

من جانبه، شارك حكمت وهبي مالك ومقدّم «حكمت وهبي بودكاست»، ومالك شركة «W Studio» تجربته في عالم الإنتاج والمحتوى الرقمي، والتحديات التي واجهها في هذا المجال. يقول حكمت: «عندما بدأنا، كنا نعمل بالفطرة، ولم نكن نتوقع هذا النجاح الكبير. المحتوى الذي نقدمه يجب أن يكون كبيرًا وملهمًا للجميع، ويجب أن يكون قريبًا من الناس».

وأضاف: «العالم متعطش للمحتوى الطبيعي والبسيط، بعيدًا عن التصنع. يجب أن نعرف ما نقدمه ونتأكد من أنه يعكس الواقع. لقد خرجنا من منطقة الراحة وواجهنا تحديات كبيرة، ولكن هذا ما جعلنا نتطور».

وتحدث وهبي عن تجربته الشخصية قائلا: «لقد كنت في مجال الإنتاج لأكثر من 20 عامًا، وقررت أن أجرب شيئًا جديدًا. في البداية، كانت هناك صعوبات نفسية، ولكنني اكتشفت أن الناس متعطشة لهذا النوع من المحتوى. الناس تريد أن ترى شخصًا ناجحًا يشبههم ويعيش نفس تجاربهم».

وأكد وهبي على أهمية المصداقية في المحتوى، مضيفا: «المحتوى القوي والصادق يصل إلى الناس بشكل أفضل.. يجب أن نكون صادقين فيما نقدمه، وهذا ما يجعل الناس تثق بنا».

وعن رؤيته للمستقبل، قال وهبي: «أي شخص يمكنه أن يبدأ بودكاست أو قناة على يوتيوب، ولكن يجب أن يكون لديه هدف واضح ومحتوى هادف. الجمهور موجود، ويجب أن نكون مستعدين لتقديم محتوى يلبي احتياجاتهم».

وأكد على أهمية الاستمرار في تقديم محتوى هادف وصادق، مشيراً إلى أن «التحديات النفسية موجودة دائمًا، ولكن إذا كنت تؤمن بما تقدمه، فإنك ستنجح.. المصداقية هي المفتاح، ويجب أن نعمل بجد لنصل إلى أهدافنا».